"وصفة سحرية للوقاية من المكائد الشيطانية"
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد، فإن الإنسان إذا أصابه اعتلال في صحته؛ تراه يسعى بكل السبل ليشفى من العلل التي أصابته، بل وتجده مستعدًا لينفق الغالي والنفيس، ويقطع الأميال والمسافات الطويلة يجوب طول الأرض وعرضها؛ ليقابل أمهر الأطباء؛ عله يستأصل الداء، أو يظفر بالدواء السحري الذي يذهب عنه ما أصابه. إخوتي الكرام، إن أمراض الأبدان أمرها هين، بل قد يكون فيها الخير فتكون سببًا في صحة القلوب، وتقوية الإيمان والإنابة إلى الله، ولكن أمراض القلوب هي قاصمة الظهر والجرف الهاري الذي إذا انزلق فيه العبد فلنكبر عليه أربعًا إن لم يتداركه الله – سبحانه وتعالى- برحمة منه،
لطالما ترددت في الكتابة في هذا الموضوع؛ لأدلي بدلوي بالنصيحة، وأقدم نصيحة لكل من وقع في شرك المكائد الشيطانية ومستنقعات الخطيئة، ولكن ما شجعني على المبادرة هو إشفاقي على المتألمين من وخز الضمير وإحراج النفس اللوامة، والعجز عن الخروج من مأزق المعاصي. لست ملكًا ولا نبيًّا، ولكني عبد من عباد الله الذين قال فيهم النبي – صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء…) وكيف يعرف حلاوة التوبة من لم يذق مرارة المعصية!! وكيف يعرف برد وسلام الرجوع إلى الله من لم يصطلِ بنار الذنوب!!!!.
إخوتي الكرام، كلنا يشكو من اقترافه المعصية: من تهاون في المحافظة على الصلاة، وممارسة ما يسمى بالعادة السرية، وآخر (موضات ) هذه الذنوب وهي (بلوى) إدمان مواقع الجنس على الإنترنت، إلى غير ذلك من المعاصي التي يزينها الشيطان وأعوانه من الإنس والجن، فإلى كل من وقع في مثل ما ذكرنا من الذنوب وخاصة بلوى الإنترنت أقدم هذه الوصفة.
إن الوصفة التي سأقدمها لك، وقد تكون متلهفًا لمعرفتها هي وصفة من أعظم نبي، وقد أثبتت التجارب نجاعة الدواء الذي يقدمه، والنتيجة الإيجابية لهذا الدواء مضمونة 100 %، إن الطبيب هو من لا ينطق عن الهوى، والصيدلية قريبة منك ولست في حاجة إلى عناء البحث عنها، وإليك هذه الوصفة: لقد وجدت هذه الوصفة، وأنا أستعرض الأدوية في صيدليتي الخاصة، أتذكر يا أخي ذلك الحديث المشهور(حديث جبريل) الطويل ؟!! أتذكر ما فيه عن الإحسان: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"؟ نعم، كلنا يحفظ هذا الحديث، ولكن قليلًا منا من يهتز قلبه لهذه الحقيقة الرهيبة: (فإن لم تكن تراه فإنه يراك) إننا حينما نستعد لاقتراف المعصية ونُعدُّ العدة لها فإن أهم ما نهتم به هو التأكد من غياب الرقيب وخلو المكان من المطلعين على عوراتنا، وننسى أن عين الله التي لا تنام ترقب كل شيء . تصور شعور الخجل والحياء حين تعلم أن أحد الناس مطلع عليك حين مقارفتك المعصية!!! أليس الله أحق أن تستحي منه!!! ثم أليست هذه اليد التي تستعمل بها الفأرة ولوحة المفاتيح هي هبة من الله لك!!! أليست هاتان العينان اللتان تشاهد بهما ما حرم الله هي عطية من الله تعالى!!!
أليس من العار أن نحول العطايا والهبات التي منحنا إياها الله تعالى أسلحة نواجهه بها!!! اعلم أخي واعلمي أختي، أنك إذا مددت يدك لتمارس ما يسمى بالعادة السرية، أو لتتنقل بين المواقع العفنة على صفحات الإنترنت ـ أن الله يراك بل اعلم أيضا أن الملائكة الكرام الكاتبين يكتبون عليك كل ذلك في سجل سيعرض عليك يوم الحساب، واعلم أيضًا أن هذه اليد التي تقترف بها المعصية والعين التي تشاهد بها المحرمات ستنقلب عليك لتشهد ضدك، أعرف أنني إن قلت لك: اقطع اشتراكك في الإنترنت؛ سيكون ذلك صعبا عليك، ولكن إليك هذه النصائح إن لم تستطع ذلك:
1 ـ لا تـختلِ وحدك مع الكومبيوتر في مكان لا يوجد فيه شخص آخر، وإن كنت متزوجًا فليكن جهازك في غرفة النوم، وفي وضع يمكن أن يطلع فيه أحد الزوجين على ما يشاهده الآخر على الإنترنت (نعم حل غريب ولكن للضرورة أحكام!!!).
2 ـ هناك مواقع شيقة وممتعة قد تفيد الإنسان مثل مواقع تعليم اللغات والمواقع التي تنقل الأخبار عن أحوال المضطهدين وأصحاب الأفواه المكممة، ومواقع العلوم الشرعية وأخبار المسلمين في العالم فلتتردد على هذه المواقع وأمثالها التي تثاب على تمضية الوقت فيها إن كنت متلبسا بنية خالصة.
3 ـ حدد لنفسك وقتًا لاستخدام الإنترنت وهدفًا معينًا من ذلك؛ لتحدد بذلك الموقع والوقت الذي تحتاجه؛ لأن الإنترنت بحر يتيه فيه من لم يحدد لنفسه وجهة لإبحاره!!!
4 ـ استحضر دائمًا نعم الله، فالكومبيوتر اخترعه الإنسان بفضل من الله والحواس التي تستعملها في استخدامك لهذا الجهاز، هي نعم وهبات من الله فلتوظفها لما ينفعك في دينك ودنياك.
5 ـ اعلم أن هذه الدنيا بكل ما فيها من إنترنت وتكنولوجيا وبهرج وزينة حلم خادع ولن يبقى منها إلا الأعمال التي فيها رضا لله سبحانه وتعالى.
6 ـ ليكن لك هدف في الحياة تسعى لتحقيقه؛ فإن ذلك سيشغلك بالسعي لتحقيق هدفك، ويسمو بنفسك؛ لأن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
أخيرًا أخي الكريم احرص على تناول الدواء الذي وصفته لك ألا وهو: (مراقبة الله تعالى) وداوم على تناوله، ولا تيئس إن لم تر أثره لأول وهلة، ولا تبخل على نفسك بركعتين تركعهما وقت السحر (ولو مرة في الأسبوع أو في الشهر) تطلب فيها من الله كل ما تريد من توبة ومغفرة وإعانة على طاعته، وفقني الله وإياك للتحلي بصفة مراقبة الله –تعالى- في كل أمورنا.
مـلاحظة : الدواء الموصوف صالح لكل وقت وزمان ولكل الأعمار وعدد الجرعات ليس محددا ولا يُؤْمَرُ بإبعاده عن الأطفال بل يُطْلبُ إعطاؤهم جرعات كثيرة منه، وفي حال نفاد الدواء يرجى مراجعة أقرب صيدلية منك